الصداقــة من رأيي

بسم اللـه الرحمـن الرحيــمـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

نتطرق اليوم في هدا الموضوع الى شيئ مهم في هذه الحياة وهو (الصديق)

يقال في مأثور الكلمات عند علماء الاجتماع أن الإنسان اجتماعي بطبعه.. ومعنى هذا أن الإنسان مفطور على الصلة بأبناء جنسه يسعى إلى الاجتماع بهم وهذه غريزة أودعها الله في داخل النفس البشرية لتستقيم الحياة وتسير الأمور في مسارها الصحيح . فالشخص منا لا يمكن أن يُسير أموره ما لم يكن لديه الصديق الوفي . فكلما كان الصديق وفياً مخلصاً كلما تقدمنا في مضمار الحياة وصعدنا اعلي سلالم النجاح والرقي والكمال .
ولذا يقول الله سبحانه وتعالى في كتابة الكريم سورة آل عمران .( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) وفي سورة الحجرات يقول الله تعالى ( إنما المؤمنون إخوة )
فالشخص منا بهذه الحياة تمر عليه بعض المشاكل وبعض النكبات والشدائد وتمر عليه بعض المواقف المحزنة منها والمفرحة لا يستطيع بمفرده أن قف صامدا أمامها لذا وجب علينا كأفراد إن نتخذ شخصاً أواكثر ونجعل بيننا رابطة قوية ومتينة تدعى الصداقة الصادقة يحيطها الحب والود والخلاص والوفاء .. والصداقة أمر ضروري في حياتنا ل يمكننا الاستغناء عنها .وخاصة تلك الصداقة التي تغمرنا بالمحبة وتبعث السرور في نفوسنا وتبث السعادة بيننا .
يقول الرسول الكريم عليه السلام ( من آخى أخاً في الله رفعه الله درجة في الجنة لا ينالها بشيء من عمله ) وقال ايضاً ( خالطوا الناس مخالطة أن متم معها بكوا عليكم وأن عشتوا حنوا إليكم ) . وليس هناك شيء يسعدنا ويفرحنا أكثر من اتخاذ صديق مخلص يشاركنا أفراحنا وأحزاننا ويغمرنا بعواطفه يؤنسنا في وحدتنا ويقف بجانبا في الشدائد.. ولذا يقول بعض الحكماء ( لوملكت الدنيا بما فيها لن تساوي عندي ذرة من وفاء صديق مخلص ).وأئمتنا حثوا على الإكثار من اخذ الأصدقاء فالامام الصادق عليه السلام قال ( استكثروا من الأخوان فأن لكل مؤمن دعوة مستجابة )وهناك أبيات جميله للشافعي يقول فيها :-
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا...
فدعه ولا تكثر عليه لتأسفا

ففي الناس أبدال وفي الترك راحة...
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فالصديق هو شريك في الحياة وهو المرآة التي تنعكس عليها صفاتنا ولذا يقول الرسول عليه السلام ( المؤمن مرآة أخيه ) .فهو مستودع أسرارنا وقبلة آمالنا ومنبع سعادتنا .
وليست الصداقة محددة في فئة دون آخري بمعنى آخر ليس من الضروري إن تكون الصداقة بين الذكر والذكر أو بين الأنثى والأنثى لا قد تكون الصداقة بين الذكر والأنثى والعكس كذلك لأن الصداقة كلمة شمولية وليست خاصة فهي لا تعترف بالفئات ولا بالأعمار .. قال تعالى في سورة الحجرات (َيا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ) وهنا الآية لم تحدد فئة الأصدقاء بل شملت الجميع ذكر وأنثى .
فمن حق الأنثى إن تتخذ ذكرا صديقاً لها وكذلك من حق الذكر إن يتخذ الأنثى صديقة له ... بشرط إن يكون الصديق .. حسن الخلق .. حافظ للأسرار .. باعث للآمال .. جميل الصفات .. لديه القدرة والاستطاعة للوقوف بجانب صديقه في أفراحه وإحزانه .. عارف لمعنى الإخلاص والتضحية .. جدير بالصحبة والمحبة والمودة .. لديه قدر كافي من العلم والمعرفة .. لبق الكلام .. شيق الحديث.. هادئ الطباع.. خفيف الدم .. مرح .. حسن التصرف .
فان توفرت كل هاي الشروط في الشخص يستحق أن يكون صديقاً بكل ما تعنيه هاي الكلمة من معنى رفيع .. لن الصداقة صلة روحية أولاً وأخيرا تجعل من الشخصين شخصاً واحداً يتحرك وينبض بقلبين .. وليس الغاية من اتخاذ الصديق سد الفراغ الذي نعيشه أو التمتع بمنظره وأحاديثه فقط.
أرجو إن أكون قد وفقت في الاختيار لكتابة هاي الموضوع الشائك والمتشعب.
وليعلم الجميع أن هذه وجهة نظري الشخصية فقط وانأ أتحملها .. وهنا لنا حرية الرأي . وهاي رأيي . وانأ انتظر ردودكم وآرائكم حتى استفيد منكم فأنتم جميعا أساتذتي أتعلم منكم وآخذ منكم ماليس لدي من معرفة . وفقنا الله وإياكم جميعاً
ولي لقاء آخر معكم في موضوع الصداقة وتجاربي فيها.[